رائعة الشاعر الكبير وليد الصراف القاها بمناسبة المولد النبوي 2012الشريف وفيها يتحدث على لسان العراق
وهو يخاطب سيد البشر نبيَّنا الاكرم محمداً عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة والسلام ..
اُنْبيــكَ أحمدُ والانبـــاءُ موجعة ٌ
وأنت أدرى من المُنبي بكلِّ نَبا
أنَّ الصياقلَ في قيسٍ قد انشغلتْ
عن الحديد وصارت تصقل الكتبا
والأوسُ والخزرجُ المعقودُ صُلحهُما
بالامس - قد صالحا الاعداء واحتربا
غَـوَتْ غَـزِيّة - كانت لبـوةً فغدتْ
مُذ دَرّت النفطَ شــاةً للذي حَلبــا
عبيدُها اصبحوا أسـيادَها وغداْ
مَن ليس يدري أباً - أمّاً لها وأبا
ولم تُجِرْ جارَها حين استجار بها
وادخلتْ خدرَها من جاء أو ذهبا
سكرى تميلُ وكاسُ النفط في يدها
تُؤوي الغريبَ وطوبى اليوم للغُرَبا
ولا يـزال دمي كالماء متصلا
من يومِ هابيلَ حتى الآن ما نَضَبا
حتى تحامانيَ الاعرابُ اجمَعُهم
وافردوني كما لو أنَّ بي جَرَبا
أشَحْتُ عن مجلس الاشراف في مضرٍ
ولم أبِعْ في عكاظَ الشعرَ والأدبا
ما بعتُ سرّي ولا سيفي لأبرهةٍ
أو قلتُ - للبيت ربٌّ - عندما اغتُصِبا
ولم أكن حين سار الرومُ أو ركِبوا
ظلّاً لِمَن سار او ظهراً لمن ركبا
وعندما ارتدّت الاعرابُ ثـبّـتَني
قلبٌ كراياتِ يومِ الفتح قد وجبا
واذ طغى الماء اعددتُ الطلولَ لكي
أبني بها الفُلك لا الألواح والخشبا
ورحت أحرق ما اتمَمْتُ من سُفنٍ
وقلت ليس بناجٍ مَن بهــا ذهبـــا
وصحْتُ لا ترحلوا فالارض لا جبلٌ
فيها سيَعْصِم مَن عن أرضه اغتربا
كم جُعْتُ كم مِتُّ مطعونا بسهم أخي
كم ابتسمتُ وقلبي يغتلي غضبا
وكم كففتُ يدي عمّن أحلّ دمي
وكم صفحْتُ وكم عاتبت من عتبا
وكم تماسكتُ بُنياناً وبي قلقٌ
لو حلّ بالكون بعضٌ منه لانقلبا
مُحَلّأً ًعن رُضابِ الغيد مشتملاً
شوكَ القتاد عيوني تجرح السُحُبا
عمري سرابٌ ووجهي أربُعٌ درَسَتْ
مازلتُ حتى عن المرآة مُحتجِبا
عشْرٌ مضَين كسيفٍ صارمٍ ذَرِبٍ
ولم أزلْ رغمهنَّ الصارمَ الذربا
عشرٌ بجُبّ احتلالٍ ليس تقربُهُ
سيارةٌ كنت أقضي الليل مرتقبا
غداً ستعرف ذي الأعرابُ أيَّ فتىُ
قد ضيّعتْ أي نورٍ غيبُها حَجَبا
غدا ستفتقد البدرَ الذي عرفتْ
في ظلمة أطبقت أو غاسقٍ وقبا
اليومَ خمرٌ دمي فليسكروا وغداً
غداً سيســتردُّ الثارَ مَن طلبــا
لأقلعنَّ نجوماً من مجرّتها
غيظاً وأربِك في أفلا كها الحقبا
لأفقأنّ عيونَ الشمس إن نظرتْ
شزْراً وأطفئ في أحداقها اللهبا
أنا العراقُ وحربي بعد ما بدأتْ
رغم الضحايا وجمري بعدُ ما التهبا
وما تناسى فراتي كيف من ظمأٍ
مات الحسين فأسجى موجَه اللجبا
لأرفعنّ على الرعد المُزَمْجر (لا)
لأهدمنّ بهــا الأجبالَ والهُضُبا
لالا ولالا ولالا سوف أطلِقُها
في وجه من ضاع أو من باع أو هربا
أو زلّ أو ضلّ بعد الرشد وجهتَه
أو لان أو خان بعد العهد وانقلبا
أظلّ أنفخ في صُوْري وأصرخ لا
بين المقابـر حتــــى أبعثَ العرَبا